لماذا تعتمد أكبر الشركات على التسويق الإلكتروني لزيادة مبيعاتها في الأسواق الرقمية؟

أخر تحديث ب نوفمبر 10, 2025
كتابة هاجر صقر
لماذا تعتمد أكبر الشركات على التسويق الإلكتروني لزيادة مبيعاتها في الأسواق الرقمية؟

في عالم يسيطر عليه السرعة والتطور التكنولوجي، لم يعد التسويق الإلكتروني مجرد خيار إضافي للشركات، بل أصبح عنصر أساسي لنجاح أي نشاط تجاري يسعى إلى التوسع والاستمرار في الأسواق الحديثة. فهو يُقدم مزايا استراتيجية تُحقق تطور كبير في الأداء العام للأعمال، من خلال تعزيز الحضور الرقمي، وصولًا إلى تحقيق زيادة واضحة في الإيرادات.

ويبرز التسويق الإلكتروني كأحد الأعمدة الحيوية لأي مؤسسة، ويتضح هذا من خلال دوره المتطور في زيادة المبيعات، الذي يجمع بين التكلفة المنخفضة والدقة في الوصول إلى الجمهور. فبفضل أدواته الذكية، تستطيع الشركات التواصل مباشرة مع الفئات المستهدفة، وتحليل سلوك العملاء، والتفاعل معهم في الوقت المناسب. كما يمكنها من التكيف مع تقلبات السوق ومواكبة تغيرات احتياجات المستهلكين بسرعة وكفاءة، مما يضمن لها الاستمرارية في زيادة مبيعاتها في الأسواق الرقمية.

كما أن التسويق الإلكتروني يساعد الشركات على الوصول إلى الأماكن التي يبحث فيها العملاء عن منتجاتها أو خدماتها، مما يمنح المنتجات فرصة حقيقية للظهور في اللحظة التي يكون فيها العميل في حاجة فعلية إلى ما تقدمه الشركة. ومن خلال تحسين محركات البحث (SEO) والإعلانات المستهدفة، تتمكن العلامات التجارية من عرض محتواها أمام الجمهور المناسب في الوقت والمكان الصحيح، وهو ما يزيد من فرص جذب العملاء المحتملين.

كيف تزيد الشركات الكبرى مبيعاتها عن طريق التسويق الإلكتروني

تُحقق الشركات الكبرى زيادة ملحوظة في مبيعاتها من خلال الاعتماد على التسويق الإلكتروني، نظرًا لما يقدمه من فوائد عديدة تشمل اتساع حجم السوق وتعزيز ظهور الشركة في الأسواق الرقمية. فهو يُوفر أساليب مبتكرة لتوسيع قاعدة المستهلكين، مما يُمكن المؤسسات من تنمية أسواقها وتحقيق نمو متصاعد في الإيرادات.

الوصول إلى عملاء جدد والنمو في الأسواق الدولية

ما يجعل التسويق الإلكتروني أداةً لا غنى عنها بالنسبة للشركات الكبرى هو قدرته على الوصول إلى عملاء جدد والتوسع في الأسواق الدولية، وهما من أبرز الأهداف التي تسعى الشركات إلى تحقيقها لضمان النمو والاستمرارية.

ومن جهة أخرى، يشمل فوائد عديدة، مثل اتساع حجم السوق، وفعالية التقنيات المستخدمة، وتعزيز ظهور الشركة في البيئة الرقمية. ولا يقتصر دوره على الترويج للمنتجات والخدمات فحسب، بل يوفر استراتيجيات متكاملة لتوسيع قاعدة المستهلكين، مما يُمكن الشركات من دخول أسواق جديدة وتنمية حصتها التنافسية على المدى الطويل.

ولذلك تُدرك الشركات الكبرى أن التسويق الإلكتروني لم يعد مجرد وسيلة ترويجية، بل أصبح أداة استراتيجية لتحقيق النمو وزيادة المبيعات. فقد أتاح للشركات استغلال الفرص الرقمية المتاحة بفعالية للترويج لمنتجاتها وخدماتها، مستفيدًا من التقنيات المتقدمة والانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي أزالت العديد من العوائق أمام التوسع خارج الحدود المحلية. وبذلك، أصبح بإمكان الشركات تحقيق نمو دولي مستدام والوصول إلى أسواق جديدة بسهولة أكبر.

استهداف شرائح عملاء غير مستغلين

يساهم التسويق الإلكتروني في تنويع مصادر الإيرادات وتحسين الأداء العام للمبيعات، وذلك من خلال جذب شرائح جديدة من العملاء والوصول إلى فئات لم تكن الشركات تستهدفها سابقًا. فالتوسع في أسواق رقمية جديدة يمنح المؤسسات فرصًا كبيرة للوصول إلى شرائح عملاء غير مستغلة، مما يؤدي إلى زيادة المبيعات ورفع مستويات الإيرادات بشكل ملحوظ.

وبناءً على ذلك، لا تقتصر التسويق الإلكتروني على زيادة الإيرادات فحسب، بل يمتد أيضًا ليشمل توزيع مخاطر الأعمال. فإذا واجهت إحدى الأسواق ركودًا اقتصاديًا أو تراجع افي الطلب، يمكن للأسواق الأخرى أن تواصل توليد الإيرادات، مما يسهم في استقرار الأعمال واستدامتها على المدى الطويل.

ومع توسع العمليات التجارية عبر أسواق رقمية متعددة، غالبًا ما تتمكن الشركات من تحسين كفاءتها وتقليل تكاليف الإنتاج والتسويق، مما يؤدي إلى زيادة الربح المالي وتعزيز القدرة التنافسية في السوق.

بناء مكانة للعلامة التجارية

يُعد بناء مكانة العلامة التجارية أحد أهم العوامل التي تساعد الشركات على زيادة المبيعات عبر التسويق الإلكتروني. فالحضور الرقمي القوي في الأسواق المحلية والدولية يُرسخ صورة الشركة في السوق كشركة رائدة في مجالها، مما يُعزز الثقة بها ويساهم في ترسيخ حضورها كمنافس قوي في الأسواق المحلية والعالمية.

إلى جانب ذلك، في عصر التسويق الإلكتروني وازدهار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت فرص انتشار العلامة التجارية أوسع من أي وقت مضى، فإن بناء صورة قوية للعلامة التجارية يساعد في ترسيخ ولاء العملاء، ويمنح الشركة ميزة تنافسية مؤثرة في قرارات الشراء. فكلما ازدادت قوة حضور العلامة في أذهان المستهلكين، ارتفع احتمال اختيارهم لمنتجاتها أو خدماتها دون تردد، حتى في ظل وجود بدائل عديدة في السوق.

على سبيل المثال، أطلقت شركة Nike في عام 2020، حملة إلكترونية بعنوان “You Can’t Stop Us”، قائمة على قصص الرياضيين والأشخاص العاديين الذين يتغلبون على التحديات اليومية، سواء في الملاعب أو في الحياة الواقعية. لم تركز الفيديوهات الرقمية على المواصفات للأحذية أو الملابس، بل على المشاعر، مستهدفةً بذلك كسب ثقة العملاء والجمهور على مستوى العالم[1].

ولم تكتفِ Nike بعرض هذه القصص، بل شجعت جمهورها على مشاركة تجاربهم الشخصية باستخدام هاشتاج #JustDoIt على جميع المنصات الإلكترونية، لتحويل العملاء إلى جزء من القصة الرقمية للعلامة. وكذلك جعل هذا التفاعل كل متابع ليس مجرد مشاهد، بل مروجًا رقميًا للعلامة التجارية.

كسب ثقة العملاء وتحقيق علاقات مستدامة

إن كسب ثقة العملاء من الركائز الأساسية لنجاح أي شركة، حيث تساعد التقييمات الإيجابية، وشهادات العملاء، في إثبات مصداقية الشركة وزيادة ثقة المستهلكين بها. كما أن توفير تفاعل رقمي عالي الجودة مع العملاء، ومشاركة المعلومات بشفافية ضمن البيئة الرقمية، يعزز استدامة العلاقات التجارية والحفاظ على ولاء العملاء على المدى الطويل.

ومع تزايد وعي المستهلك العالمي وزيادة استخدامه للمنصات الرقمية، أصبحت الشركات تُعيد النظر في طريقة تواصلها مع جمهورها، من خلال تبني استراتيجيات ذكية ومؤثرة. وهنا يبرز دور التسويق الإلكتروني في تعزيز السلوكيات الاستهلاكية عبر أدواته المتطورة، مثل التفاعل المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون مع المؤثرين للتسويق للعلامات التجارية عبر منصات التسويق الإلكتروني.

طرق التسويق الإلكتروني

1- تحسين محركات البحث (SEO)

يعد موقع الشركة الإلكتروني منتج بحد ذاته، وبدون زوار نشطين لا وجود لقيمته. لذلك يلعب تحسين محركات البحث دور مهم في زيادة عدد الزيارات وجذب العملاء المستهدفين. ويهدف SEO إلى رفع ترتيب الموقع في نتائج البحث المجانية باستخدام كلمات وعبارات رئيسية.

كما يعمل أيضًا على جعل محركات البحث توصي بمحتوى الموقع كأفضل إجابة لاستفسارات المستخدمين. ويشمل ذلك تحسين عوامل داخلية مثل تصميم الموقع وتجربة المستخدم والمحتوى، وعوامل خارجية مثل الروابط الخلفية والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي.

2- التسويق بالعمولة

يعتمد على تعاون ثلاثة أطراف، مالك المنتج، والمسوق بالعمولة، والمستهلك النهائي. يقوم المسوق بالترويج للمنتج عبر المدونات أو مقاطع الفيديو أو الإعلانات، وعند شراء العميل المنتج عبر رابط خاص، يحصل المسوق على عمولة محددة مسبقًا.

كما تتميز هذه الطريقة بكونها ناجحة في زيادة المبيعات دون الحاجة لإدارة حملات تسويقية مباشرة من الشركة، كما تشجع العملاء على الشراء بأسعار في الغالب منخفضة.

3- التسويق باستخدام تطبيقات الهواتف

الهدف من التسويق عبر تطبيقات الجوال هو زيادة ظهور الشركة بين المستخدمين المحتملين، وتحفيزهم على الشراء والتفاعل مع منتجاتهم بشكل منتظم. ويشمل ذلك استخدام الإعلانات داخل التطبيقات، بهدف الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة التفاعل مع المستخدمين. ويُعد هذا النوع من التسويق جزءًا مهمًا ضمن استراتيجيات التسويق الإلكتروني، إلى جانب الطرق الأخرى.

على سبيل المثال، قبل سنوات، قررت شركة ستاربكس أن تبيع شيئًا مختلفًا وتقدم لعملائها تجربة رقمية جديدة حيث قامت الشركة في عام 2015، بإطلاق تطبيقها الذكي Starbucks Rewards App، الذي يجمع بين التسوق الإلكتروني والتفاعل الاجتماعي، حيث جعلت من كل عملية شراء تُسجل بشكل تلقائي في حساب العميل، تمنحه نقاطًا يمكنه استبدالها لاحقًا. وقد تجاوز عدد مستخدمي التطبيق 30 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها[2]

لكن سر النجاح الحقيقي لم يكن في التطبيق فقط، بل في الطريقة التي استخدمت بها الشركة البيانات لفهم العملاء. فمن خلال التسويق الإلكتروني، بدأت ستاربكس ترسل عروضًا مخصصة عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، استناد إلى عادات الشراء وتفضيلات كل عميل. وهكذا تحولت إلى نموذج عالمي في التسويق الإلكتروني.

4- التسويق عبر البريد الإلكتروني

يعتمد هذا النوع على جمع بيانات العملاء المحتملين وإرسال رسائل تسويقية مخصصة لهم للترويج للمنتجات والخدمات. ويتيح التسويق عبر البريد الإلكتروني استهداف فئات محددة بناءً على اهتماماتهم واحتياجاتهم، مثل إرسال عروض خاصة للعملاء الجدد أو محتوى ترويجي لمنتجات أبدوا اهتمامًا بها سابقًا. ويهدف هذا النوع إلى بناء علاقة مباشرة مع العملاء وزيادة فرص تحويلهم إلى عملاء فعليين.

5- التسويق بالمحتوى

يركز التسويق بالمحتوى على تقديم محتوى قيم ومجاني يهدف إلى تثقيف الجمهور وزيادة معرفته، بدلاً من الترويج المباشر للمنتجات أو الخدمات. وتُعد هذه الطريقة من أقوى أدوات التسويق الرقمي، إذ تساعد على جذب العملاء المحتملين، والحفاظ على تفاعلهم المستمر، وتعزيز ولائهم للعلامة التجارية.

كما يلعب المحتوى دورًا مهمًا في تحسين ظهور الموقع في محركات البحث (SEO)، حيث تؤثر جودة المحتوى وكثافته بشكل مباشر على ترتيب الموقع في نتائج البحث، مما يجعل من السهل على العملاء المحتملين العثور على المنتجات والخدمات واكتشاف قيمة العلامة التجارية.

6- التسويق بالفيديو

يعتمد التسويق بالفيديو على استخدام المحتوى المرئي للوصول إلى الجمهور بطريقة أكثر تأثيرًا وإقناعًا. ويساعد التسويق بالفيديو الشركات على زيادة الوعي بالعلامة التجارية، وتعزيز التفاعل مع العملاء، وتحفيز المبيعات عبر القنوات الرقمية المختلفة.

يشمل هذا النوع من التسويق الفيديوهات التعليمية والإعلانات الترويجية، ويعمل كجزء أساسي من استراتيجية المحتوى الإلكتروني. ومن جهة أخرى، تكمن قوته في قدرته على جذب انتباه الجمهور وإثارة مشاعرهم من خلال القصص المصورة، مما يجعل الرسالة التسويقية أكثر تأثيرًا مقارنة بالنصوص أو الصور الثابتة، ويزيد فرص التفاعل مع العلامة التجارية.

7- التسويق عبر المؤثرين

يرتكز التسويق عبر المؤثرين على التعاون مع أشخاص لهم قاعدة جماهيرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، يستخدمون تأثيرهم للترويج للمنتجات أو الخدمات مقابل تعويض مادي أو مزايا أخرى. من خلال هذا التعاون، يقوم المؤثرون بإنشاء محتوى ترويجي ومشاركته مع متابعيهم، مما يعزز الوعي بالعلامة التجارية ويزيد المبيعات.

8- التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

يشكل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد الركائز المهمة للتسويق الإلكتروني، حيث يعزز الوعي بالعلامة التجارية، ويبني الثقة، ويصنع تواصل مباشر مع العملاء. كما يمكن الاستفادة منه لتوليد عملاء محتملين وتحويلهم إلى عملاء فعليين.

ويعتمد هذا النوع من التسويق على المنصات الرائدة مثل فيسبوك، تويتر، لينكدإن، تيك توك، وإنستغرام، بهدف توسيع قاعدة العملاء المحتملين، وزيادة التفاعل مع العلامة التجارية، وتحقيق نتائج ملموسة في المبيعات.

 

شارك المقالة

اشترك في نشرتنا لتحصل على المزيد من مقتطافاتنا

عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياسة الخصوصية للشبكة
جميع الحقوق محفوظة © 2025
تم تصميم الموقع وتطويره من قبل
Calmaxo