إن كانت لديك الرغبة والعائد المالي لتأسيس مشروع، مع إدارته بشكل صحيح، والاستعداد لتحمل المخاطر من أجل تحقيق ربح، إذا ريادة الأعمال هي الطريق الذي يجب عليك أن تسلكه. ومن جهة أخرى يساهم رواد الأعمال في تطوير السوق، وهذا عبر تقديم حلول جديدة تحل محل منتجات أو خدمات تقليدية أو قديمة.
وتأسيسًا على ذلك، يمكن لريادة الأعمال أن تتخذ أشكال مختلفة، بدء من المشاريع الصغيرة وإلى الشركات متعددة الجنسيات. ويعتمد نجاحك على مقدار استغلالك للموارد المتاحة. ونتيجة لذلك، أي شخص يمتلك الإرادة والتصميم لبدء مشروع جديد، وقادر على مواجهة التحديات والمخاطر، يمكنه أن يصبح رائد أعمال، وعليه، سوف نعرض لك 8 أسرار عن ريادة الأعمال ستغير نظرتك عنها.
— بيتر دراكر
“ريادة الأعمال ليست علمًا ولا فنًا، بل هي ممارسة.”
ريادة الأعمال تعني أن شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الشركاء، يتخذون قرار بدء مشروع جديد بطريقة مبتكرة. يستطيع رائد الأعمال تحمل المخاطر الكثيرة في المشروع، ولكن أمام تحملة للمخاطر، يحصد أكبر فائدة إن نجح المشروع. في الغالب ريادة الأعمال تعتمد على الابتكار بشكل أكبر، وعلى ذلك، تكون المشاريع الجديدة مميزة. حتى الشركات الكبرى تحاول أن تبني هذا النهج من خلال الابتكار، حيث تشجع الموظفين على التفكير كمبتكرين واقتراح أفكار جديدة للشركة.
ومن زاوية آخرى ريادة الأعمال لا تقتصر على الشركات الصغيرة أو الناشئة فقط، بل هي تلعب دور مهم في جميع القطاعات، بداية من المشاريع الصغيرة إلى الشركات العملاقة، حيث يساهم التفكير في تطوير الأعمال ودفع الابتكار في أي مجال كان.
لا تقتصر ريادة الأعمال على تحقيق الأرباح لأصحابها فقط، بل تلعب دور مهم في تحريك عجلة الاقتصاد وذلك يحدث من خلال تعاون مختلف القطاعات. هذا التعاون يحدث تأثيرًا إيجابيًا، حيث الشركات الكبيرة والصغيرة تستفيد، حتى الأفراد الباحثين عن فرص عمل، ومن ثم تحقيق نمو اقتصادي مستدام.
تعد ريادة الأعمال هي العنصر الرئيسي في عملية الإنتاج، حيث يعمل رائد الأعمال على تجميع الموارد المختلفة وتحويلها إلى خدمات ومنتجات تلبي احتياجات العملاء والسوق. وهناك أربع عناصر مثل: الأرض، العمالة البشرية، رأس المال، وأخيرًا ريادة الأعمال.
ريادة الأعمال لا تقتصر فقط على جمع الموارد بل هناك عدة وظائف مهمة، منها:
لتحديد فكرة المشروع وأيضًا من هم الجمهور المستهدف. ووضع الأهداف والخطط التشغيلية لضمان سير العمل بكفاءة.
يتم البحث عن الأشخاص المناسبين وذلك للعمل في مشروع، كما أنه يشمل الموظفين الدائمين أو المتعاقدين. وكذلك يتم تحديد الأدوار وما هي المسؤوليات كل موظف وذلك لضمان الإنتاج.
تسعى للوصول للتمويل والمستثمرين أو البنوك، أو حتى عن طريق التمويل الذاتي، وتوفير المعدات والمواد الخام للإنتاج.
تعني ريادة الأعمال مواجهة المخاطر، سواء كان فشل مالي، أو زيادة المنافسة، أو تغير السوق. رائد الأعمال لدية الاستطاعة على التكيف مع التحديات، وصنع حلول مبتكرة ومبدعة.
الاستقرار المالي يمنح رائد الأعمال راحة مالية كما يزيد من فرص النجاح. عندما يكون لديك سيولة نقدية، عندها لن تكون مضطر للبحث المستمر عن تمويل أو حتى أن تقلق بشأن دفع الفواتير. وعلى هذا ، سوف تقضي الوقت فقط في بذل جهد، ليس من أجل جمع المال، بل لتحسين المنتج وأيضًا بناء مشروع قوي.
ومن جهة آخرى وجود تمويل مستقر، ذلك سوف يساعدك على اتخاذ قرارات متزنة، والبعد عن التسرع والمجازفة بسبب الحاجة إلى المال.
لكن لتحقيق الاستقرار المالي عن طريق ريادة الأعمال، عليك أن تضع خطة مالية، منها:
في البداية وبالنسبة لرواد الأعمال وأيضًا المشارع التي يعملون عليها، يصبح التمويل أحد أكبر التحديات التى تواجههم. أولًا للعلم إداره الشؤون المالية ليست مجرد شيء محاسبي، من ثم هي عملية متكاملة تشمل التخطيط، والتنفيذ، كما ضمان استمرارية المشروع. الأمر يعتمد عليك إن كانت لديك رؤية مالية واضحة، تزيد فرص نجاح مشروعك على المدى الطويل.
يوجد 4.53 مليون شركة صغيرة تقدم خدمات مهنية وعلمية وتقنية، مما يجعلها القطاع الأكثر شيوعًا للشركات الصغيرة.
يحتل قطاع البناء المرتبة الثانية في قائمة الشركات الصغيرة، حيث يبلغ عدد الشركات الصغيرة فيه 3.62 مليون شركة.
وبعده قطاع النقل والتخزين في المرتبة الثالثة، حيث يبلغ عدد الشركات الصغيرة فيه 3.39 مليون شركة.
أما القطاع الرابع الأكثر شيوعًا للشركات الصغيرة فهو قطاع العقارات والتأجير، حيث يبلغ عدد الشركات الصغيرة فيه 3.33 مليون شركة.
من خلال ريادة الأعمال يمكنك بناء مجموعة واسعة من المهارات، ويمكنك تطبيقها في الحياة العملية، تساعدك ريادة الأعمال على التعلم والتجربة من خلال التعلم المستمر وأيضًا تطبيق المهارات. ذلك سوف يبني لك خبرة طويلة تساعدك فيما بعد.
على سبيل المثال، إن كنت متخصص في المبيعات، يمكنك العمل في قسم المبيعات لتتدرب لفترة حتى تتعلم كيف يمكنك أن تتعامل مع العملاء والتسويق لمنتجك.
كما أن ريادة الأعمال تعلمك مزيج من المهارات وتساعدك على إنشاء مشروع قوي، وأيضًا إدارته بذكاء والتكيف مع أي تحديات سوف تواجهك، ومن هذه المهارات:
إن الدافع الريادي يولد من امتلاك تلك المهارات، كما أن نجاح رائد الأعمال يرتبط بقدرته على تنمية هذه المهارات وأيضًا تطويرها.
مقالة ذات صلة: كيفية تأسيس شركة ناشئة (Startup)
ريادة الأعمال تساهم كثيرًا في الاقتصاد التنافسي، لأن حينما تدخل شركات جديدة للسوق، الشركات القديمة تسعى جاهدة لتحسن منتجاتها وخدماتها لتحافظ على مكانتها ووجودها في السوق. التنافس يجعل الجودة أفضل والأسعار أقل وذلك يصب في مصلحة العملاء، كما أن التنافس يجعل من الاقتصاد قادر أكثر على التعامل مع التغيرات الكبيرة في العالم، ويجعله أكثر قوة واستمرارية لوقت طويل.
وعلى ذلك، عندما تكون هناك شركات جديدة دائمًا، يبقي السوق نشيط ومتجدد، وذلك يمنع من احتكار المنتجات. إن لم تدخل شركات جديدة السوق، أو عندما تقل المنافسة، تفقد الشركات الكبيرة الدافع للابتكار. أما عندما تحتكر الشركات الكبرى السوق، ذلك يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وقلة الخيارات أمام المستهلكين.
وجود ريادة الأعمال ليست مجرد إضافة، بل هي أهم عنصر في تطوير الاقتصاد، وتحفيز المنافسة، والتحسين من جودة المنتجات.
تساهم ريادة الأعمال في زيادة الاستثمار الرأسمالي وذلك ليس فقط على المستوى المحلي، بل وعلى المستوى الدولي أيضًا. ولذلك، يجذب رواد الأعمال الاستثمارات من مصادر متنوعة حين إطلاق مشاريع جديدة. ثم من خلال الدعم المالي يمكنهم التوسع ليس فقط أسواق عمل مختلفة، بل وفتح أبواب الأسواق العالمية في المستقبل.
لا يقتصر هذا التأثير على الاستثمارات التي تخص المشاريع، بل يمتد ليشمل النمو الاقتصادي، ويمكن أن توفر فرص كبيرة لكل من رواد الأعمال. لذلك تكوين رأس المال يعد عنصر أساسي وهذا في بناء بيئة أعمال مزدهرة وتدعم الابتكار والتطور الاقتصادي.
يمكنك الحصول عليه من خلال: صناديق رأس المال، والمستثمرين الملائك، التمويل الجماعي، والأسهم، والقروض الحكومية.
رواد الأعمال يخلقون بيئة أكثر ابتكار، بفضل ريادة الأعمال يستطيعون تحديد الفجوات والاحتياجات غير الملباة، ويبتكرون أفضل الحلول، ليست فقط تعود عليهم بالنفع، بل على الاقتصاد كله.
وحين يساهم رواد الأعمال في تطوير منتجات مبتكرة وتحسين المنتجات الحالية، يجعل ذلك من السوق متنوع بشكل يحفز الاقتصاد. كما يعتمد رواد الأعمال على أساليب إنتاج أكثر كفاءة وتطور، مما ينتج إلى انخفاض التكاليف التشغيلية، ويساهم في زيادة الإنتاج.
وعلاوة على هذا حين تنخفض تكاليف الإنتاج، ذلك يزيد من عرض المنتجات، وهذا يجعل الشركات تتوسع نحو الأسواق العالمية. ومن خلال التركيز على الابتكار في مجال الأعمال ككل، مثلا تطوير حلول ومنتجات، أو تطوير خدمات حالية، ذلك يحفز المنافسة، وهذا يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتحسين الجودة.
ماذا يحدث عندما يدخل رواد الأعمال الجدد إلى السوق؟
تحقق ريادة الأعمال تغيير مهم في الاستخدام الأمثل للموارد، حيث لا يقتصر تأثيرها على روارد الأعمال فقط، لكن من ثم يمتد ليشمل الاقتصاد بشكل كامل. يحدث التأثير من خلال استكشاف فرص عمل مبتكرة واعتماد أساليب إنتاج أكثر كفاءة، مما يجعل رواد الأعمال إلى تحسين استغلال الموارد، وبالفعل يؤدي هذا إلى تقليل الهدر وزيادة الإنتاجية.
وبناءً على ذلك، تساهم ريادة الأعمال فى توسيع الأسواق عبر تقديم منتجات وخدمات جديدة، وذلك يخلق طلب غير معهود ويدعم نمو قطاعات صناعية جديدة.
لا تعد ريادة الأعمال مجرد مشاريع يتم إنشائها فقط، بل هي أكبر قوة دافعة للنمو الاقتصادي. عندما يبدء رواد الأعمال شركاتهم، ذلك يخلق وظائف وأماكن عمل جديدة، من ثم يؤدي إلى تحسين دخل الأفراد وزيادة القيمة الإجمالية لما تنتجه الدولة من سلع وخدمات.
علاوة على ذلك، في العديد من البلدان تتركز التنمية في المدن الكبرى، بينما تعانى باقي المناطق من قلة الفرص. من خلال بدء مشاريع في هذه المناطق الأقل نموًا، تساعد ريادة الأعمال على توزيع التنمية بشكل متوازن، وهذا يقلل من وجود فجوات اقتصادية بين المدن المختلفة.
عندما يزيد النشاط الريادي، يزيد حينها من فرص العمل، مما يؤدي إلى تحسين مستوى دخل الأفراد، وبالتالي نمو الاقتصاد. ذلك يجعل من ريادة الأعمال أداة قوية لاقتصاديات الدول، وتقليل الفجوات الاقتصادية.
مراجع