فينانسير

كيف ستغيّر الروبوتات والتكنولوجيا مستقبل الوظائف

أخر تحديث ب مارس 28, 2025
كتابة هاجر صقر
كيف ستغيّر الروبوتات والتكنولوجيا مستقبل الوظائف

من الأكيد أنه قد خطر سؤال بعقلك عن ما هي تلك الوظائف المستقبلية في ظل العصر الرقمي وظهور الروبوتات؟ يجب العلم في البداية أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا أساسيًا في مختلف الصناعات، كما أحدثت التكنولوجيا والروبوتات تحول جذري في طريقة حياتنا وعملنا. ومع ذلك، إن الاعتماد المتزايد على الروبوتات أصبح تهديد لوظائف البشر. لكن من جانب آخر هل يمكن للروبوتات أن تفتح آفاقًا جديدة لفرص عمل غير معهودة؟ في حقيقة الأمر مع أن وجودها سوف يلغي الكثير من الوظائف إلا أنها قادرة على خلق العديد من الفرص؛ لأن من خلال التقدم التكنولوجي ظهرت وظائف عديدة لم تعهد من من قبل مثل: مهندسو الروبوتات، متخصصو التسويق الرقمي، خبراء الواقع الافتراضي، محللو الأمن السيبراني، مطورو الأنظمة الذكية. لهذا الروبوتات ليست مجرد أنها ستقوم بإلغاء الكثير من الوظائف بل أيضًا ستخلق معها فرص أكثر، لكن دورك أنت أن تواكب تلك التغيّرات. 

ومن جهة آخرى، يرى المنتقدين أن الروبوتات سوف تؤدي إلى فقدان عدد كبير من الوظائف، بالأخص الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية المتكررة .ونتيجة لذلك، بدأت الظاهرة بالفعل في قطاعات مثل التصنيع، حيث أصبحت الروبوتات تهيمن على خطوط الإنتاج. على سبيل المثال،تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائف خدمة العملاء عبر برامج الدردشة الآلية وأيضًا المساعدين الافتراضيين.

وعلى الرغم من ذلك، إن التاريخ يشير بأصابع الإتهام نحو الروبوتات أنها سوف تلغي العديد من الوظائف، لكن في الغالب ومع مرور الوقت سوف تظهر وظائف أكثر. لذلك ،من اللازم أن نتكيف مع هذه التغييرات وأن نقوم بتطوير المهارات، وذلك للحفاظ على التنافس في سوق العمل المتطور. 

كيف سوف تؤثر الروبوتات والذكاء الاصطناعي على الوظائف بحلول عام 2030؟

يتوقع بنك جولدمان ساكس أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات يمكن أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% خلال عقد من الزمن، مع تبني الشركات له لتحسين العمليات وزيادة الكفاءة. ومع هذا، سيختلف التأثير مع مختلف الصناعات، أصبحت الوظائف الإدارية والمكتبية أكثر عرضة لخطر أن تستحوذ عليها الروبوتات، في حين أن المهن التي تتطلب العمل البشري والإبداع واتخاذ القرارات التي تكون أكثر تعقيد قد تكون أقل تأثرًا.[1]

تشير دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي إلى أنه بصول عام 2030، قد يحتاج ما لا يقل عن 14% من الموظفين على مستوى العالم إلى تغيير مساراتهم الوظيفية، وذلك سيحدث؛ بسبب التقدم الرقمي و الروبوتات والذكاء الاصطناعي.[2]

وفقًا لتقرير من منتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، يتوقع أن يحدث الذكاء الاصطناعي والروبوتات أكبر تحول في سوق العمل منذ الثورة الصناعية. حيث ترى المنظمة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجة المعلومات سوف تغير 86% من الشركات مع حلول عام 2030،بينما ستساهم التطورات التكنولوجية في خلق 170مليون وظيفة جديدة وذلك على مستوى العالم. لكن بالمقابل ستؤدي إلى استبدال 92 مليون وظيفة موجودة حاليا.[3] 

وظائف مهددة بأن يحل محلها الروبوتات

1- خدمة العملاء

في الغالب لم تعد تفاعلات خدمة العملاء عبر الهاتف من قبل موظفين، بل أصبحت إدارة خطوط الهاتف تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الآلية والروبوتات. كما أن الاستفسارات تكون متكررة، ولا تلزم بمستوى كبير من الذكاء العاطفي أو الاجتماعي للأجابة عليها. ولهذا السبب، يمكن أن يتم توظيف الروبوتات لتقديم ردود تلقائية على الأسئلة المتكررة بكفاءة وبشكل سريع. 

2- التحليل المالي

التحليل المالي باستخدام الروبوتات يحدث تغيير كبير؛ لأن مع تقدم التكنولوجيا اصبحت هذه التقنيات قادرة على معالجة كميات كبيرة من البيانات المالية، وهذا بشكل دقيق، ويمكن أن تتفوق على المحللين الماليون، وذلك يقلل الحاجة إلى التدخل البشري في بعض من المهام. 

وعلاوة على ذلك، يمكن مع تقدم التكنولوجيا أن تحلل أنظمة الروبوتات وأيضًا تتنبأ بالاتجاهات المالية المستقبلية. وإعداد تقارير مفصلة تساعد الشركات في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. مع هذا التطور، أصبحت العديد من الوظائف المالية في خطر ومهددة.

3- المحاسبون

مع تطور التكنولوجيا، أصبحت العديد من الشركات تعتمد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي في عملياتها المحاسبة، وذلك أحدث تحول كبير في مجال مسك الدفاتر. وهكذا توفر الأنظمة المحاسبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي كفاءة عالية، كما إلى جانب المرونة والأمان.

كما أن تلك الأنظمة قائمة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي وهذا لجمع البيانات وتخزينها وتحليلها بشكل دقيق. ومع هذا، تصبح الأخطاء البشرية أقل، كما أن الاعتماد على المحاسبة الآلية يعد من الخيارات الأمثل التي توفر للشركات تقليل التكاليف، وذلك مقارنة بتوظيف محاسب بشري للقيام بنفس المهام.

4- النوادل

بعض المطاعم حول العالم استخدمت بالفعل روبوتات لخدمة العملاء وتقديم الطعام، وهي تشبه في تصميمها روبوت Dalek الشهير. هذه الروبوتات تقوم بالتحرك داخل المطعم لتوصيل الطلبات من المطبخ إلى الطاولات، ذلك سوف يقلل الحاجة إلى النوادل التقليديين. 

لكن وعلى الرغم من وجود هذه التكنولوجيا، يعد انتشارها محدود للغاية، ولم يتم أخذها على نطاق واسع بعد؛ وذلك بسبب التكلفة العالية لهذه الأنظمة. كما الحاجة إلى تحسين أدائها لتصبح أكثر كفاءة.

 5- موظفو الاستقبال

لدي العديد من الشركات حول العالم، أصبحت الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتلعب دور مهم في أقسام الاستقبال. حيث أن الروبوتات تحل محل موظف الاستقبال التقليدي. حتى المكالمات الهاتفية أصبحت تدار باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يقلل الحاجة إلى التدخل البشري. 

علي سبيل المثال من روبوتات الاستقبال “Pepper”, وهو روبوت بشري الشكل وقد طورته شركة SoftBank Robotics، ويستخدم في الفنادق والمطارات، وأيضًا المستشفيات، وحتى البنوك، حيث يستطيع أن يرحب بالعملاء ويقدم المعلومات، وأيضًا الإجابة على الأسئلة والاستفسارات. ذلك يقلل الاعتماد على الموظفين البشريين. 

6- مندوب مبيعات

قبل التطور التكنولوجي الموجود حاليا، كانت الشركات تعتمد بشكل كبير على مندوبي المبيعات للترويج للمنتجات وإتمام عمليات البيع بالتجزئة. ولكن مع التطور الرقمي، لم يعد الاعتماد الكامل عليهم كما كان من قبل. حيث انتقل التسويق والبيع إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. 

يتيح التسويق عبر الروبوتات في منصات التواصل الاجتماعي للمعلنين إنشاء حملات دعائية مخصصة، وتلائم اهتمام واحتياج فئات مختلفة. لذا بدلًا من الاعتماد على مندوبي المبيعات لإقناع العملاء، أصبحت الشركات تستخدم الإعلانات الرقمية، والذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات للوصول للعملاء المحتملين بشكل دقيق. 

7- تجارة التجزئة

في قطاع تجارة التجزئة، الروبوتات تتيح للعملاء مسح مشترياتهم وذلك بأنفسهم وإتمام عملية الدفع من غير الحاجة إلى موظف كاشير. انتشرت هذه التكنولوجيا بشكل واسع، وخاصة في المتاجر الكبرى، وهذا بسبب فوائدها الاقتصادية. 

وعلى الرغم من أن السماح للعملاء بالدفع بأنفسهم قد يزيد من مخاطر السرقة أو الأخطاء في المسح، إلا أنه يوفر من التكاليف الناتجة عن تقليل عدد الموظفين في صناديق الدفع وهذه ميزة مهمة. 

8- النقل والتخزين

مع زيادة المبيعات عبر الإنترنت، أصبح قطاع النقل والتخزين يعتمد على التكنولوجيا لضمان تسليم الطلبات بشكل سريع. ولهذه العمليات يترتب على إكمالها أنظمة ذكية وتستطيع نقل الطلبات من المستودعات إلى الشحنات بسلاسة، وهذا يقلل من الأخطاء ويسرع عملية الشحن. 

ومن إحدى الطرق لتحسين عمليات النقل والتخزين هي أنظمة حاسوبية وذلك لتحديد موقع الطرود وتوجية الموظفين. وعلى هذا، يتوقع في المستقبل أن يقوم الروبوتات بدور كبير في تحسين الشحن، وهذا من خلال أنظمة استرجاع وتحميل آلية، وذلك سيسرع عمليات التخزين والنقل وسوف يقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية في هذا المجال. 

9- إدخال البيانات

تعتبر وظيفة إدخال البيانات من الأدوار المهمة في عديد من القطاعات والشركات، حيث تعتمد على تنظيم قواعد بيانات الشركة، علاوة على ذلك مراجعة وتحديث المعلومات باستمرار لضمان الدقة في الإدخال. 

ومن أهم الأمثلة على استبدال الروبوتات لموظفي إدخال البيانات، يظهر في قطاع الخدمات المالية. كما أن هناك العديد من البنوك والمؤسسات المالية تبنت برمجيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وعليه، ساهم هذا بشكل كبير في التقليل من الوقت والتكاليف المرتبطة بالإدخال اليدوي للبيانات، مما جعل ذلك العمليات أكثر دقة. 

مقالة قد تنال اعجابك: كيفية بدء مدونة وربح المال منها في 2025

مجالات سوف تزيد أهميتها مع التقدم التكنولوجي والروبوتات

1- الأمن السيبراني

يعد الأمن السيبراني مجال يختص بحماية أنظمة الحاسوب، والأجهزة، والبيانات الحساسة، وذلك من التهديدات الإلكترونية مثل البرامج الضارة، و الهجمات السيبرانية، والوصول غير المصرح به. للعلم هذا التخصص يهدف إلى تأمين المعلومات وضمان استمرارية عمل الأنظمة، وذلك دون تعرضها لأي مخاطر قد تؤثر بأي شكل على الشركات أو حتى الأفراد. 

وناهيك عن أن الأمن السيبراني أحد أكثر المجالات طلبًا في قطاع التكنولوجيا، كما أن مع زيادة الهجمات الإلكترونية أصبح الطلب على خبراء الأمن السيبراني في تزايد بشكل مستمر، وذلك يجعل منه وظيفة مطلوبة وسوف يتزايد عليها الطلب في المستقبل. 

2- دعم الحاسوب

يعد دعم الحاسوب من أحد أهم المجالات الأساسية في تكنولوجيا المعلومات؛ لأنه يختص الموظفون في هذا المجال بمساعدة الأفراد والشركات، وهذا لحل المشكلات التقنية المتعلقة بالأجهزة والبرامج وأيضًا الشركات. وهذا المجال نقطة محورية للعديد من المحترفين في بداية مشوارهم المهني. 

كما ومع زيادة الخبرة يجعل متخصصي خدمة دعم الحاسوب، يتخصصون في مجالات أكثر تقدم، أو حتي يمكنهم مواصلة العمل في الدعم التقني، ومن خلاله يمكن الوصول إلى مناصب إدارية. 

3-مجال الشبكات والأنظمة

الشبكات والأنظمة هو أحد الفروع المهمة في تكنولوجيا المعلومات، مثلا: متخصصو الشبكات يعملون على إدارة وصيانة البنية التحتية للشبكات. ومتخصصو الأنظمة، يركزون على الخوادم وأنظمة التشغيل، مما يضمن تشغيل التطبيقات والبيانات بشكل سلس وكفاءة. علي سبيل المثال، في بعض الشركات الصغيرة، يضطر بعض الموظفين إلى أداء مهام في كل من المجالين وذلك بسبب قلة عدد المتخصصين. 

4- مجال الأنظمة الذكية

مجال الأنظمة الذكية هي أنظمة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي وأجهزة الاستشعار، والتحليل المتقدم لأتمتة العمليات، كما تحسين الكفاءة داخل الشركات والمؤسسات. وأيضًا تشمل هذه الأنظمة مجالات مثل المنازل الذكية، والمصانع الذكية، حيث يتم استخدام التكنولوجيا لاتخاذ اصغر وأكبر القرارات وهذا بشكل تلقائي بناء على البيانات. هذا المجال مهم وضروري في القطاعات التي تعتمد على التشغيل الذكي، حيث ستساعد هذه الأنظمة في تحسين الأداء. 

5- مجال تطوير البرمجيات

تطوير البرمجيات هو مجال يهتم بتصميم وبرمجة وصيانة البرامج الحاسوبية، التي تستخدم لإنجاز مهام مختلفة، وعليه، يطلق على العاملين في هذا المجال مطورو برمجيات وهم مسؤولون عن إنشاء تطبيقات وبرامج وأنظمة التي نستخدمها بشكل يومي. ويعد مجال واسع يمكن أن يفتح الكثير من الفرص وفي مختلف القطاعات.

6- تطوير المواقع

تطوير المواقع وهو مجال يتخصص في إنشاء وصيانة مواقع الويب وأيضًا تطبيقات الهواتف الذكية، حيث أن المطور يكون مسؤول عن تصميم وتنفيذ كل وظائف الموقع وهذا لضمان أن يسير عمله بسلاسة. وهناك ثلاث أنواع من مطوري المواقع منهم: مطورو الواجهة الأمامية، ومطورو الواجهة الخلفية، مطورو الويب الكامل. تطوير الموقع من أكثر المجالات المطلوبة اليوم، حيث تحتاج كل الشركات إلى موقع آمن لتقديم خدمتها من خلال الإنترنت.

 

مراجع

[1] forbes.com

semanticscholar.org [2]

aimagazine.com [3]

 

شارك المقالة

اشترك في نشرتنا لتحصل على المزيد من مقتطافاتنا

عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياسة الخصوصية للشبكة